الدرس : الجزء الرابع من سورة الفتح
لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا
وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا
وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا
وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا
وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا
سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا
وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ
1-شرح المفردات الصعبة :
- يبايعونك : يعاهدونك على السمع والطاعة والمراد بالبيعة بيعة الرضوان
- تحت الشجرة : هي شجرة سمرة بالحديبية
- السكينة : الطمأنينة والثبات
- فتحا قريبا : قال ابن كثير المراد كل الفتوح التي أجراها الله على أيدي المبايعين من صلح الحديبية وفتح خيبر وفتح مكة وسائر الفتوح .
- مغانم : المكاسب التي يظفر بها المنتصر بعد الحرب
- فعجل لكم هذه : قيل المقصود بها فتح خيبر وقيل صلح الحديبية
- كف أيدي الناس عنكم : كف أي منع والمعنى لم ينلكم سوء من أعدائكم بمكة ،ولا من يهود خيبر وحلفائهم حيث قذف الله في قلوبهم الوهن.
- آية للمؤمنين : علامة تعرفون بها صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- أحاط الله بها : أي ومغانم أخرى لم تقدروا عليها حفظها الله لكم ومكنكم منها بقدرته .
- لولوا الأدبار : أي لفروا هاربين .
- سنة الله : طريقة الله وعاداته السالفة نصر أوليائه على أعدائه .
- بطن مكة : الحديبية .
- أظفركم : أي من بعد أن أخذتموهم أسرى وتمكنتم منهم .
2- معاني الآيات الكريمة :
- يخبرنا الله تعالى في هذه الآيات عن المنافع التي حصلت للمؤمنين بسبب بيعتهم للرسول صلى الله عليه وسلم ووفائهم لهذه البيعة ، ومنها /
*رضا الله تعالى عن أهل بيعة الرضوان
*إنزال السكينة في قلوب المؤمنين والتي امتلأت بكلمة التقوى
* وعد الله سبحانه أهل البيعة بمغانم كثيرة وانتصارات عظيمة ييسرها لهم وأعظمها فتح مكة.
3 –فائدة :
بيعة الرضوان :
- زمنها : السنة السادسة للهجرة
- مكانها : تحت شجرة سمرة بالحديبية
- أطرافها : بايع الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم على الجهاد والموت.
- سببها : إشاعة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه
- سبب التسمية : لان الله تعالى رضي عن المبايعين .
-------------------------------------------------------
الدرس : الجزء الخامس من سورة الفتح
هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
- إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا
- لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا
1- شرح المفردات :
- صدوكم عن المسجد الحرام ك أي منعوكم من دخول المسجد الحرام لأداء العمرة
- الهَدْي : ما يهدى لله ويذبح في البيت الحرام من أنعام.
- معكوفا : محبوسا .
- ان يبلغ محله : أي مكانه الذي ينحر فيه وهو الحرم.
- أن تطؤوهم : تنالوهم بمكروه ، أو تقتلوهم مع الكفار.
- معرة : إثم وعار وعيب.
- لو تزيلوا : لو تميز المؤمنون عن الكفار.
- الحَمية : الأَنَفَة من الشئ.
- كلمة التقوى : لاإله إلا الله .
- فتحا قريبا : هو فتح خيبر.
2 – معاني الآيات الكريمة :
يكشف الله تعالى في هذه الايات الكريمة عن مشيئته وحكمه الدائم في شؤون العباد وذلك من خلال :
- منع القتال بين المسلمين والكافرين بجوار مكة المكرمة حقنا لدماء المسلمين الذين أخفوا اسلامهم في صفوف مشركي مكة .
- افتضاح أمر قريش بين القبائل العربية لما منعوا المسلمين من أداء العمرة رغم احرامهم ومجيئهم بالهدي .كماكشف سبحانه نواياهم العدوانية عندما تعنتوا في فرض شروط الصلح بسبب عصبيتهم الجاهلية .
- إنزال الله سبحانه السكينة في قلوب المؤمنين وتثبيتهم بكلمة التقوى ، حيث أظهر الله أمرالمسلمين وأتيحت لهم الفرصة كي ينشروا دينهم بالتي هي أحسن فأسلم إبان الهدنة أضعاف من أسلموا قبل المعاهدة " أي صلح الحديبية" .
- التأكيد على صدق رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم والتي تحققت في عمرة القضاء بعد فتح خيبر
-----------------------------------------------------
الدرس : الجزء السادس من سورة الفتح
-
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا
-
مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا
1 - شرح المفردات :
- ليظهره : لعلي دين الحق
- يبتغون : يرجون ويلتمسون
- سيماهم : علاماتهم وصفاتهم
- شطأه : فروعه وأغصانه.
- فآزره : أعانه وقواه .
- فاستغلظ :صار غليظا .
- فاستوى على سوقه : أي قام الزرع واستقام على أصوله .
2- معاني الآيات الكريمة :
- تواصل الآيات الكريمة تبشير الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين حيث أخبر سبحانه رسوله الكريم بإعلاء كلمته وانتصار دينه وانتشاره في الآفاق ودخول الناس فيه أفواجا لأنه دين الحق والهدى والرحمة والإنسانية ، مؤكدا سبحانه صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .
- ثم ذكرت الآيات الكريمة صفات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكتب السماوية :
1 – صفاتهم في التوراة :
- الشدة على الكفار
- الرحمة بالمؤمنين .
- كثرة الصلاة والسجود طلبا لفضل الله ورضوانه.
2- وصفهم في الإنجيل :
تشبيههم في نموهم وكثرتهم وقوتهم بالزرع الذي ينمو ويقوى ويشتد ، قال الضحاك ( هذا مثل في غاية البيان فالزرع محمد صلى الله عليه وسلم والشطء أصحابه كانوا قلة فكثروا وضعفاء فقووا ).